خرافات شائعة حول الأمان الإلكتروني تزيد من احتمالية تعرضك للاختراق يجب عليك تجنبها
ينتشر في عالم الإنترنت العديد من الخرافات حول الأمان الإلكتروني، والتي قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تزيد من احتمالية تعرضك للاختراق.
في هذا المقال، سنتناول بعض الخرافات الشائعة حول الأمان الإلكتروني، وسنوضح حقيقة هذه الخرافات ومخاطرها
أصبح الأمن السيبراني من أبرز المجالات ذات الأهمية القصوى، حيث يجب أن يولي المستخدمون للأجهزة والشبكات اهتمامًا خاصًا به. إذ يعني اختراق حساباتك وأجهزتك تعرض معلوماتك وبياناتك لخطر السرقة والاستغلال، بما في ذلك البيانات الشخصية والمعلومات المالية، مما قد يتسبب في خسائر كبيرة. وفي حالة الشركات، قد يؤدي الاختراق إلى تسبب الضرر للعملاء والأفراد المتعاملين معها.
الأمن السيبراني
تتضمن إجراءات الأمن السيبراني مجموعة من التقنيات والضوابط التي يتم تنفيذها لحماية الأنظمة والشبكات والبرامج والبيانات من الهجمات الإلكترونية وللحد من المخاطر. والقاعدة الأساسية في هذا المجال تشير إلى أنه لا يمكن لأحد اختراق أجهزتك وشبكاتك دون مُساعدتك أو دون إهمال من جانبك لتنفيذ إجراءات وقائية معينة.
خرافات تعرض بياناتك للاختراق
الكثير من الأفكار الخاطئة والخرافات المتداولة بشكل واسع حول أمان السيبراني تخلق شعورًا زائفًا للمستخدمين حول العالم، مما يجعلهم أقل حذرًا في حماية أجهزتهم وشبكاتهم. هذه الافتراضات الخاطئة تزيد من احتمالية تعرضهم للهجمات الإلكترونية وعمليات الاختراق. فيما يلي بعض من أبرز تلك الخرافات.
الأمن السيبرانيّ ليس مسؤوليتي
تعتبر الفهم السائد في بعض المؤسسات أن حماية المعلومات والبيانات تقع في مجال موظفي تكنولوجيا المعلومات فقط. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد العديد من الأفراد أن مسؤولية حماية بياناتهم وضمان أمان شبكاتهم تقع على عاتق الشركات المطورة للأجهزة وأنظمة التشغيل والتطبيقات.
على الرغم من جهود تلك الشركات في اكتشاف وإصلاح الثغرات الأمنية، يظل من الضروري أن يتحمل المستخدم المسؤولية في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمان أجهزته وشبكاته. ينبغي على المستخدم استخدام برامج مكافحة الفيروسات وكلمات مرور قوية، وتجنب النقر على الروابط غير الموثوقة.
كذلك، يتوقع من جميع العاملين في المؤسسة القيام بدور في حماية الأنظمة والبيانات. سلوك واحد خاطئ من أحد الموظفين، مثل النقر على رابط مشبوه أو تحميل ملفات من مصادر غير موثوقة، يمكن أن يؤدي إلى اختراق الشبكة بأكملها من قبل المهاجمين الإلكترونيين.
الهجمات الإلكترونية تستهدف المشاهير والشركات فقط
يعتقد العديد من الأشخاص بشكل شائع أن المجرمين الإلكترونيين يستهدفون فقط الشركات الكبيرة والأفراد ذوي الثروات الكبيرة أو الشخصيات العامة والمشاهير. ويعتقدون أنه لا يوجد خطر على الأشخاص العاديين الذين لا يمتلكون الكثير من المال أو الشهرة. ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح على الإطلاق.
فعلى الرغم من أن الربح المالي يمكن أن يكون هدفًا رئيسيًا لبعض المهاجمين الإلكترونيين، إلا أن الشركات الصغيرة والأفراد العاديين لا يزالون عرضة لخطر الاختراق. وفقًا لتقرير صادر عن اتحاد الشركات الصغيرة في بريطانيا في عام 2019، تم استهداف أكثر من 10,000 هجوم إلكتروني يوميًا ضد الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة، مما يعني أن هناك هجومًا ناجحًا على شركة صغيرة واحدة كل 19 ثانية.
في بعض الحالات، تكون هجمات الاختراق الإلكتروني ذات الطابع الجماعي هدفها إظهار مهارات المهاجم واكتساب خبرات تقنية. يتسلط الضوء على أمان النظم بغض النظر عن هوية الأفراد المتضررين. يلجأ المطوّرون والشركات إلى استغلال هذه الهجمات لتحسين أنظمهم الأمنية، مما يشكل فرصة للمهاجمين لتحقيق مكاسب مالية عبر تقديم خدمات استشارية في مجال تقوية الأمان.
في إبريل 2021، تعرض أكثر من 533 مليون مستخدم لاختراق موقع فيسبوك، ما ألحق خسائر فادحة بشركة ميتا.
من الجدير بالذكر أيضًا أن العديد من القراصنة يستهدفون الأفراد والشركات الصغيرة التي قد تكون غير متحصنة بأنظمة أمان قوية نظرًا لتقديرها المحدود للتكاليف الأمانية. بينما تولي الشركات الكبيرة اهتمامًا كبيرًا للأمان السيبراني وتخصص موارد ضخمة لتعزيز أنظمتها الأمنية، مما يجعل تخطي حمايتها تحدًا صعبًا للمهاجمين.
الاختراق يحدُث من أطراف خارجيّة فقط
بالفعل، يتخذ بعض المستخدمين إجراءات حذرية تجاه المتسللين ورسائل البريد العشوائي والحسابات غير المعروفة، والمواقع والتطبيقات غير الآمنة، لكن ينبغي أيضًا الانتباه لأن هناك احتمالًا لتعرض الحسابات والأجهزة للاختراق من الداخل.
عندما يتعرض حساب أو جهاز للسرقة أو الاختراق، فقد يتركك هذا عرضة للهجمات الإلكترونية، مثل التصيد الاحتيالي وبرامج الفدية، لذا يجب تأمين كل مكونات النظام وتجنب مصادر الخطر الداخلية والخارجية.
مثلاً، في حادثة شهيرة في مطار هيثرو في إنجلترا، فقد أضاع موظف جهاز USB يحتوي على بيانات حساسة، وعلى الرغم من تسليمه الجهاز، إلا أنه تم اتهام الموظف بالإهمال وتعريض خصوصية البيانات للخطر، مما أدى إلى دفعه غرامة مالية قدرها 120 ألف جنيه إسترليني.
كلمات المرور المعقدة هي كُلّ ما أحتاجه لحماية حساباتي
تعد إضافة أحرف كبيرة وصغيرة وأرقام ورموز إلى كلمة المرور القصيرة خرافة شائعة، حيث يُفضل التركيز على طول كلمة المرور بدلاً من تعقيدها. يُظهر الخبراء في مجال السيو أن المعيار الأساسي لقوة كلمة المرور هو الطول، حيث يصعب على المتطفلين تخمين كلمات المرور الطويلة مقارنة بالقصيرة، حتى إذا كانت الأخيرة معقدة.
تجنب استخدام كلمة مرور واحدة لجميع حساباتك، وتأكد من أن كل حساب أو جهاز لديك له كلمة مرور فريدة. تجنب أيضًا كتابة كلمات المرور في ورقة أو مكان غير آمن، ويُفضل استخدام برامج إدارة كلمات المرور الموثوقة لتعزيز أمان حساباتك.
الحلول الأمنية مُكلّفة للغاية
تُعتبر خرافة شائعة في عالم الأمان السيبراني أن الشركات الكبيرة فقط هي التي تستثمر في تقنيات الأمان الباهظة، وهذا مفهوم معقول بالنسبة للشركات ذات القيمة المليارية، ولكن ليس بالضرورة للشركات الصغيرة أو الأفراد. ومع ذلك، هذا الافتراض غير صحيح تمامًا.
يُعتمد هذا الافتراض على فكرة مغلوطة بأن الأمان السيبراني يكلف الكثير من المال، وهذا ليس دائمًا صحيحًا. حتى للشركات الصغيرة والأفراد، يمكن أن تكون تكاليف الاستثمار في الأمان أقل بكثير مما يمكن أن تفقدوه في حالة تعرضهم للهجوم.
على سبيل المثال، قد تكون تكلفة شراء برنامج مضاد للفيروسات أقل بكثير من تكلفة استبدال جهاز كمبيوتر جديد أو فقدان كل البيانات بسبب هجوم برمجي ضار.
يُمكن الاعتماد على برامج مُكافحة الفيروسات وحدها
تلعب برامج مكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة دورًا حاسمًا في حماية الأجهزة والأنظمة والشبكات من الاختراق، ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة لمعالجة جميع التحديات. هناك آليات وأدوات وإجراءات يجب أن تتشارك للحفاظ على الأنظمة بأمان.
على الرغم من فعالية برامج مكافحة الفيروسات المثلى ضد معظم البرمجيات الخبيثة المعروفة، إلا أن هناك أنواعًا أخرى من هجمات الإنترنت التي لا يمكن لتلك البرامج التصدي لها بمفردها، مثل رسائل التصيد الاحتيالي. يتضمن ذلك استنساخ هويات عامة أو جهات معروفة لإغراء المستخدمين بالكشف عن معلوماتهم الشخصية بطريقة غير مشروعة.
تطوّر المُهاجمون الإلكترونيون استراتيجياتهم بشكل مستمر، حيث يُبتكرون فيروسات وبرمجيات خبيثة بمعدلات سريعة، فتزيد من التحديات التي تواجه برامج مكافحة الفيروسات. فعلى سبيل المثال، يُطوّر أكثر من 350 ألف إصدار جديد من البرمجيات الخبيثة يومياً، مما يجعل من الضروري تحديث وتطوير برامج مكافحة الفيروسات بشكل دوري.
بالإضافة إلى استخدام برامج مكافحة الفيروسات، هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها للحد من مخاطر الاختراق، مثل تحديث برامج النظام بانتظام، وإجراء نسخ احتياطية للملفات الهامة، واستخدام كلمات مرور قوية مع طرق مصادقة متعددة للحسابات. كما ينبغي أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني غير المطلوبة، وتجنب فتح الروابط غير المشروعة، وعدم تحميل البرامج من مصادر غير موثوقة.
إذاً، فهم أهمية الأمان السيبراني واعتماد ثقافة التوعية التقنية يمكن أن تحد من التهديدات السيبرانية بفعالية وتحافظ على سلامة الأنظمة والشبكات.
التعليقات على الموضوع