وفاة مبتكر "ساعةالإنترنت" ديف ميلز

تقدم الإنترنت في عمرها بضعة عقود، وكما يتقدم الأفراد في السن، فإن روادها يتقدمون أيضًا. توفي مؤسس بروتوكول NTP، ديف إل. ميلز، هذا الأسبوع عن عمر يناهز 85 عامًا.

ديف إل. ميلز كان جزءًا من الرواد الذين ساهموا في بناء الإنترنت كما نعرفها اليوم. بفضل مساهماتهم، نستطيع القيام بأمور مثل الدردشة، والتسوق، وتنزيل المحتوى عبر العالم. يُعتبر بروتوكول ساعة الإنترنت أو NTP، الذي أبدعه ديف إل. ميلز منذ نحو 40 عامًا، جزءًا أساسيًا من جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة اليوم.

مع توسع الشبكة عبر أمريكا وأوروبا وآسيا، ظهرت تحديات جديدة، منها مشكلة مزامنة الوقت. حيث يُشغل الكمبيوترات في كل منطقة حواسيبها في أوقاتها، ولكنها ليست دقيقة تمامًا. كان من الضروري تطوير نظام زمني عالمي لمزامنة الأجهزة في المهام الحيوية كالتجارب العلمية الدولية أو العمليات المصرفية أو أنظمة الأمان.

في عام 1977، بدأ ديف ميلز، المهندس الكمبيوتر الذي كان يعمل في شركة COMSAT، في تطوير نظام عالمي لمزامنة ARPANET، التي أصبحت فيما بعد شبكة الإنترنت. كان دافعه الرئيسي هو الشعور بأهمية هذا العمل، حيث أكد في إحدى المقابلات أن "لم يكن هناك من قام بهذا من قبل".
ديف ميلز أكمل بروتوكول NTP في عام 1985، وتم اعتماده كمعيار إنترنت عالمي لمزامنة أجهزة الكمبيوتر. يُعتبر اليوم من بين أقدم البروتوكولات التي لا تزال في استخدام مستمر.

يقوم بروتوكول NTP بمزامنة ساعات جميع أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالشبكة، مما يسمح للجميع بإكمال مهامهم في الوقت المحدد بدقة ميلي ثانية، بغض النظر عن التوقيت المحلي لهم.

بعد نحو 40 عامًا، يظل بروتوكول NTP أحد العناصر الحيوية في الإنترنت، حيث يعتمده مليارات الأجهزة المتصلة بالشبكة. بدونه، سيكون الإنترنت في حالة من الفوضى التامة.

توفي ديف ميلز، أحد رواد الإنترنت ومخترع "ساعة" الإنترنت ويُعتقد أنه أول من أنشأ خادم FTP، بسلام في منزله في ولاية ديلاوير، عن عمر يناهز 85 عاماً. إنه أحد هؤلاء العباقرة المجهولين الذين يجب أن نظل ممتنين لهم إلى الأبد، لأنهم بفضلهم جعلوا الإنترنت يعمل.

ليست هناك تعليقات