المخابرات الصينية تخترق ايميلات مايكروسوفت التابعة لجهات حكومية أمريكية
أعلنت شركة مايكروسوفت ومسؤولو الأمن القومي الأمريكيون اليوم الأربعاء أن المخابرات الصينية قد اخترقت حسابات البريد الإلكتروني التابعة لشركة مايكروسوفت، والتي تخدم أكثر من عشرين وكالة حكومية، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية وبعض الدول الأوروبية الغربية، في ما يمكن وصفه بأنه اختراق "كبير".
وفي هذا السياق، صرح السيناتور مارك وارنر، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة المختارة للاستخبارات وهو أيضًا عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، قائلاً: "تراقب لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عن كثب ما يبدو أنه اختراق كبير للأمن السيبراني من قبل المخابرات الصينية".
وأضاف السيناتور: "من الواضح أن جمهورية الصين الشعبية تعمل جاهدة لتعزيز قدراتها في جمع المعلومات الإلكترونية الموجهة ضد الولايات المتحدة وحلفائها. ويعتبر التنسيق الوثيق بين الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص أمرًا ذا أهمية بالغة لمواجهة هذا التهديد".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لشبكة CNBC الأمريكية: "اكتشفت وزارة الخارجية نشاطًا غير عاديًا واتخذت تدابير فورية لتأمين أنظمتنا، وسنستمر في مراقبة الوضع عن كثب والاستجابة بسرعة لأي نشاط إضافي".
وبالفعل، تمكن المتسللون من الوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني التابعة لمايكروسوفت والتي تستخدمها الوكالات كجزء من جهودها المستمرة للتجسس على البيانات الحكومية والشركات الحساسة وسرقتها، وهذا يعكس التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني.
تعرضت الحسابات الشخصية المرتبطة بوكالات حكومية للاختراق من قبل مجموعة قراصنة تُعرف باسم (ستورم-0558) Storm-0558، والتي تعتبر من طرف مايكروسوفت. أعلنت مايكروسوفت في بيانين متتاليين عن الاختراق، مشيرة إلى أن فرق الأمن السيبراني التابعة للشركة تعاملت معه وتصدت له بعد تلقيها تقارير حول الحادث في منتصف يونيو 2023. وذكرت الشركة أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى أنظمة الحكومة منذ مايو الماضي على الأقل.
على الرغم من تأكيد حكومة الولايات المتحدة للتسلل المحتمل إلى شبكة مايكروسوفت، إلا أن المجلس الأمن القومي لم يكشف عن الوكالات المتأثرة بالاختراق، على الرغم من تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية يؤكد تأثر وكالة حكومية واحدة على الأقل.
في تصريح لصحيفة وول ستريت جورنال، صرح المتحدث باسم المجلس الأمن القومي، آدم هودج، بأن إجراءات الحماية الحكومية الأمريكية قد تم تنشيطها في الشهر الماضي بعد اكتشاف ثغرات في أمان السحابة التابعة لمايكروسوفت. وأضاف أن المسؤولين عاجلوا بالتواصل مع الشركة لتحديد مصدر الاختراق ونقاط الضعف في خدماتهم السحابية.
تُعد مايكروسوفت مقاولًا رئيسيًا للحكومة الأمريكية، حيث يستخدم عملاء القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء العالم برنامج Exchange الذي يقدمها. وقد استثمرت الشركة بشكل كبير في الأبحاث الأمنية ومكافحة التهديدات نظرًا لانتشار برامجها وشهرتها بين عملائها.
يأتي هذا الاختراق بعد أشهر من اعتراف مايكروسوفت وكبار المسؤولين الحكوميين بأن جماعة صينية مدعومة من الدولة كانت وراء حملات التجسس التي استهدفت البنية التحتية العسكرية والمدنية للولايات المتحدة، بما في ذلك قاعدة بحرية في غوام. ويعد هذا الاختراق مثالًا واضحًا على نوع التهديد الذي حذّر منه مسؤولو الأمن القومي الأمريكيون لعدة أشهر وسنوات، حيث وصفت الصين بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا بحق.
التعليقات على الموضوع