هناك اختلافات بين ثلاث تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) حيث في الوقت الحالي، النظارات الذكية تسيطر على ساحة التكنولوجيا، حيث تتم إعلان العديد من الشركات عن منتجاتها الجديدة في هذا المجال، بما في ذلك شركات مثل ميتا وأوبو وشركة HTC. وانضمت إلى السباق شركة آبل، حيث كشفت عن نظارتها "Vision Pro" وتعد هذه النظارة أول منتج تقدمه آبل في هذا المجال منذ فترة طويلة .
هناك الكثير من الاختلافات بين النظارات الذكية الموجودة في السوق، وتلك المُعلن عنها فقط، فجميعها لا تعمل بالتقنيات نفسها ولا تقدم الميزات نفسها، فهناك نوع يدعم (الواقع الافتراضي) Virtual Reality، ونوع آخر يدعم (الواقع المعزز) Augmented Reality، بينما النوع الثالث يدعم (الواقع المختلط) Mixed Reality.
هو الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط، وما هي أهم الفروق بينها، وما هي حالات الاستخدام المحتملة؟
ما هو الواقع الافتراضي VR؟
تعتبر التقنية الافتراضية (VR) الأكثر شهرة في مجال المحتوى الرقمي، حيث تسمح بإنشاء بيئة رقمية مغامرة تمامًا ينغمس فيها المستخدم وينتقل بعيدًا عن عالمه الحقيقي عبر ارتداء النظارة الذكية التي تحتوي على مستشعرات وتقنيات تحوّل حركاته إلى عالم افتراضي.
شركة ميتا تتصدر سوق نظارات الواقع الافتراضي، حيث تحتل حصة
سوقية تصل إلى 75% من خلال منتجها الذكي (Quest)، الذي تم بيع 10 ملايين وحدة منه خلال عام 2022، ومن المتوقع زيادة تفوقها مع انتشار الميتافيرس.
|
Quest 2 |
دخل الواقع الافتراضي العديد من المجالات، بما في ذلك الألعاب الإلكترونية والطب والتعليم والتصنيع، حيث يستخدمه الشركات لتحليل المعدات وتقييم عمليات الإنتاج وتدريب العمال، ويعتبر تطبيقه في إعادة التأهيل للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية من أهم استخداماته في المجال الطبي.
|
PlayStation VR |
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الألعاب التي تدعم التقنية الافتراضية، وتعد شركة سوني من الشركات الرائدة في هذا المجال بفضل نظارتها الذكية (PlayStation VR).
ما هو الواقع المعزز AR؟
الواقع المعزز (AR) يضيف عناصر إلى واقعك دون استبداله. إنه تقنية تسمح بتراكب العناصر الرقمية على بيئة العالم الحقيقي، وتساعدك في تعزيز الواقع الحالي من خلال المرئيات المتراكبة والبيانات الأخرى.
|
Microsoft HoloLens |
كتقنية، يمكن للواقع المعزز (AR) تحسين أو تغيير تصورات المستخدم بإضافة معلومات رقمية مثل الصور والمقاطع المرئية والبيانات. يستخدم معظم الأشخاص الواقع المعزز يوميًا من خلال هواتفهم الذكية، وأحد الأمثلة المشهورة لتجربة الواقع المعزز هو تطبيق Snapchat الذي يتيح للمستخدمين استخدام عدسات مختلفة.
ومن بين التطبيقات المعروفة للواقع المعزز، يأتي تطبيق Pokemon Go الذي يسمح للاعبين باستخدام هواتفهم الذكية للتفاعل مع شخصيات رقمية في العالم الحقيقي.
|
Pokemon Go |
تُستخدم تقنية الواقع المعزز في عدة مجالات، بما في ذلك:
- الترفيه: يتم استخدام التقنية في بعض منصات التواصل الاجتماعي مثل سناب شات، وفي الألعاب مثل لعبة "Pokemon Go". كما يمكن استخدامها لتشغيل أفلام على شاشات افتراضية ضخمة بحجم 100 بوصة.
- البحث: عند استخدام محرك البحث غوغل، يمكنك عرض بعض النتائج بتقنية الثلاثي الأبعاد والواقع المعزز. يمكنك البحث وتجربة أمور مثل الحيوانات البرية والمائية والأليفة، ومصطلحات الكيمياء والبيولوجيا، والفيزياء.
- التدريب: تستخدم بعض الشركات التقنية في تدريب العمال وإجراء الصيانة. يمكن لنظارات الواقع المعزز عرض معلومات مفيدة لإعداد التصنيع، مثل طراز الجهاز والرقم التسلسلي ودليل التعليمات وإجراءات الإصلاح، وتقديم إرشادات متحركة حول كيفية أداء مهمة معينة أو إصلاح قطعة من الآلات.
- تحسين إستراتيجيات التسويق والمبيعات: تستخدم التقنية لتجربة المنتجات قبل شرائها، حيث يمكن للمستخدمين تجربة المنتجات في منازلهم دون الحاجة للذهاب إلى المتاجر.
- المطاعم: يمكن للمطاعم تقديم خيارات عرض عناصر القائمة باستخدام تقنية الواقع المعزز، سواء داخل المطعم أو عبر تطبيقات الهواتف المحمولة.
ما هو الواقع المختلط MR؟
|
Vision Pro |
في عام 1994، صاغ الباحثان بول ميلجرام (Paul Milgram) وفوميو كيتشينو (Fumio Kishino) مصطلح "الواقع المختلط" (MR) لوصف التواصل بين بيئتين، إحداهما واقعية بالكامل والأخرى افتراضية بالكامل.
يُعتبر الواقع المختلط (MR) تقدمًا عن الواقع المعزز، حيث يمكن للمستخدمين التفاعل مع الأشياء والمعلومات الافتراضية، وتتغير المدخلات التي يتلقاها المستخدمون في تجارب الواقع المختلط وفقًا للبيئة المحيطة.
يعد الواقع المختلط هو النمط الأكثر انتشارًا في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن يحتل مكانة أكبر في المستقبل بفضل تطور التقنيات المستخدمة في النظارات المختلطة. ومن أبرز هذه التقنيات الكاميرات والمستشعرات التي تقيس أبعاد العناصر في الواقع الحقيقي، مما يتيح إضافة العناصر الرقمية بشكل واقعي إلى المحتوى الذي يعرضه المستخدم من خلال النظارة.
تدخل شركة آبل مؤخرًا إلى هذا السوق بإطلاق نظارتها الذكية "Vision Pro"، لتنافس شركة مايكروسوفت ونظارتها "HoloLens" التي تستهدف القطاع الأعمال، وشركة ميتا التي أعلنت عن نظارتها الجديدة "Quest 3" للواقع المختلط في وقت سابق، بالإضافة إلى شركة HTC ونظارتها "Vive XR Elite Business Edition" الموجهة للقطاع الأعمال، وشركة أوبو بنظارتها "Oppo MR Glass Developer Edition" الموجهة للمطورين، حيث تم تصميمها لتمكين المطورين من إنشاء التطبيقات وفهم أفضل طرق استخدام التقنية في الواقع المختلط.
من المتوقع أن يشهد هذا السوق تطورًا هائلاً ومنافسة شديدة بين الشركات خلال العام الحالي، حيث تتيح هذه النظارات للمستخدمين تجربة رقمية مع الحفاظ على اتصالهم بالعالم الحقيقي. ولذلك، يُطلق عليها مصطلح "الحوسبة المكانية" (Spatial Computing)، وتعتقد الشركات الكبيرة مثل آبل أنها ستشكل العصر التكنولوجي القادم.
التعليقات على الموضوع